خطاب “حميدتي” الأخير هل يعصف بتحالف “تقدم” أم أن هنالك إتفاق إماراتي مع الجيش بهندسة أيادي مصرية؟

تقرير _ محمد مهدي مصطفى

في نقلة نوعية جاءت نبرة خطاب حميدتي بلغة حادة التجريح تخلو من كونها لغة دبلوماسية رفيعة المستوى قفزة فوق أجندة الجناح السياسي والحاضنة المؤقتة لمليشيا الدعم السريع الذين أختاروا الاصطفاف حول “حميدتي” ضد المواطن السوداني وجيشه ، وافتضحت اللغة الرفيعة والحثيثة التي كانت تدير “الجثة الهامدة” المشهد خلف الكواليس، ويبدو أن “حميدتي” لم يلتزم بالنصوص التي كتبت له أو بالأحرى أراد أن يشرك الجميع وأن السفينة إما أن تنجو بقبطانها أو أن تغرق بالجميع”علي وعلى أعدائي ” ، ويرى كثيرون أن حميدتي نفدت نصوص تصريحاته ” المتكررة في تشخيص حالة جنوده المتفلتين ودائماً ما يصفهم بالخارجين والمارقين عن القانون وأنه شرع في تكوين لجان لحسم التفلتات فسرعان ما ينتهي من خطابه يضرب بقراره عرض الحائط من قبل قياداته وتعود الانتهاك مرة اخرى تتصدر الصحف المحلية والدولية٠

تصريحات مستهلكة :

فالشاهد في الأمر والمتابع لتصريحاته الأخيرة يدرك ويستنتج أن حميدتي إستنزف مخزونه اللغوي وبدأ عقد الصبر ينفد فأطلق عنان العنصرية الجهوية ليجد ضالته في تشتيت الإنتصارات التي حققها الجيش على مواقع كانت تحت سيطرته فحاول في فحوى خطابه أن يعيد الأمور إلى نصابها إلى ما قبل 15 أبريل 2023‪ بأن يحمل إيطاري الحرية والتغييرالمركزي سابقاً و”تقدم ” الان سبب إشعال الحرب على حد قوله وبحسب خبراء سياسين وعسكريين لخصوا خطابه بأنه فض الشراكة مع “تقدم “وأن هنالك ضغوطات خارجية على دولة الإمارات الممول الرئيس للمليشيا واتجه أخرين إلى أن “حميدتي” يشيع إلى مثواه الأخير فزج بتصريحاته دول إقليمية ومحلية لزمة الحياد لعام ونيف من حرب السودان ثم إنه أراد أن يجر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة بالإضافة إلى هجومه على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، فثمة مؤشرات على الأرض تبرهن أن مليشيا الدعم السريع تلتقط أنفاسها الأخيرة فالنجاة النجاة والحذر الحذر، ‬.

ملاسنات وخلافات حادة :

بينما يرى آخرون أن هنالك ملاسنات وخلافات في صفوف تنسيقية القوى المدينة “تقدم” قد تقفز فوق الطاولة وهذا التحليل قد ذهب إليه الناطق الرسمي بإسم الكتلة الديمقراطية الدكتور محمد زكريا حيث قال إن إعتراف قائد مليشيا الدعم السريع بأن الإتفاق الإطاري هو سبب الحرب ، دليل إدانة حاسم ضد المجلس المركزي للحرية والتغيير سابقاً و(تقدُم) حالياً ، الحليف السياسي للمليشيا.وذهب محمد زكريا إلى أن تلك التصريحات تجعل من “تقدم ” شريك في مغامرة انقلاب منتصف ابريل ٢٠٢٣ التي إنتهت إلى حرب ضد الوطن والمواطن ، مستغرباً تبدل موقف قائد المليشيا بهذا الإقرار والإعتراف بعد أن كان المدافع الأول عن الاتفاق الاطاري، واستنكر زكريا موقف قائد المليشيا من المكونات الإثنية والقبلية السودانية ، مبيناً إن مهاجمة حميدتي لقبيلة الشايقية وإصداره توجيهات لقواته لتقتل أعضاء التنسيقيات المجتمعية يكشف عن نهج غير أخلاقي ويعتبر دليل جديد على استهداف المليشيا للمدنيين على أساس إثني.إتفاق مرتغب :وبحسب مصادر صحفية “للشارع السوداني “أن هنالك إتفاق إماراتي مع الجيش بهندسة مصرية سيخرج مليشيا الدعم السريع من المشهد القادم وبهذه التسريبات ستتمخض عنها أحداث قادمة ستشكل المشهد القادم وستكون قاسمة ظهر للقوى المدنية فهل تقفز أحزاب من تنسيقية ” تقدم ” لتبري نفسها أمام الشعب السوداني وتعتذر؟

الشارع السوداني

:وفي جولة استطلاعية لدى “الشارع السوداني” عن خطاب حميدتي جاءت النتائج النهائية على أن تصريحات حميدتي تأتي في سياق الضغط الدولي وان إستيلاء الجيش على جبل مويه وقطع الإمداد على المليشيا، سيكلفها فاتورة باهزة الثمن ويعتبر جبل مويه موقع استراتيجي مهم وربما يكون مؤشر لنهاية المليشيا مما جعل “حميدتي” يذكر معركة جبل مويه عدة مرات في تصريحاته الأخيرة ويقر بالهزيمة وبذلك يفتح الباب أمام تساؤلات وأسئلة مشروعة ماذا هناك؟فهل جبل مويه قاعدة عسكرية إماراتية بها مستودعات أسلحة نوعية، مَما جعل حميدتي (يبكي ويتحسر عليها) وأدلة جديدة للحكومة السودانية ضد الإمارات وبحسب حكومة السودان أنها وجدت صناديق وذخيرة ثقيلة تحمل اسم الإمارات ستقدمها لمجلس الأمن كدليل إضافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *